حضر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الجامعة الأميركية في الشارقة اليوم بدارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية افتتاح مؤتمر حول الحكومة الأميركية بعنوان “السياسة الأميركية – من الانتخابات الرئاسية إلى تغيير السياسات في الشرق الأوسط”.
ويهدف المؤتمر الذي نظمه مكتب شؤون التطوير وعلاقات الخريجين في الجامعة الأميركية في الشارقة بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم في الجامعة إلى التعريف بالسياسة الأميركية في مرحلة الرئيس الأميركي باراك اوباما ومستقبل العلاقات الأميركية في الشرق الأوسط والتحولات التي تشهدها المنطقة.
وبدأت فعاليات المؤتمر بافتتاح صاحب السمو حاكم الشارقة المعرض المصاحب وهو عبارة عن المقتنيات الشخصية لسموه وتمثل في عرض صور قديمة لمدينة القاهرة خلال العصور القديمة واللوحات التاريخية والتي تعتبر من أجمل اللوحات التي وصفت تاريخ مصر القديمة بالصور كما تعتبر من أندر ما وجد عن تاريخ مصر.
ويحتوي المعرض أيضا على صور لفن العمارة من مساجد ومآذن ومنارات وقباب المساجد وأسبلة وبعض الأضرحة وأيضا صور لتكسية الجدران والأرضيات ونماذج من السقوف وبعض الأعمال الخشبية ونماذج من الأبواب والخزف والزخرفة الجدارية والبلاط.
وتضمن المعرض كذلك صورا للأثاث الخشبي من المشربيات والشبابيك والأرابيسك والأعمال الزجاجية والقماش والسجاد المستخدم وصورا للدروع والخوذ وبعض الأدوات المصنوعة من النحاس والبرونز إلى جانب صور للعديد من المخطوطات والتغليف الذي يستخدم لتغليف القرآن الكريم وصورا للقرآن الكريم والزخرفة المختلفة.
وتعود هذه المجموعة للفترة ما بين القرن التاسع الى الثامن عشر وطبعت في فرنسا في الفترة ما بين 1867 و 1877 لكتاب مشهور للفرنسي إميل بريس دافين “الفن العربي” عن الفن الإسلامي بالقاهرة.
وفي بداية المؤتمر رحب الدكتور بيتر هيث مدير الجامعة الامريكية في الشارقة بالحضور نيابة عن صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس الجامعة الامريكية في الشارقة ..مشيرا إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر بالدارة التي قال إنها أصبحت مزارا للباحثين من الخليج والخارج لما تحويه من مقتنيات علمية وأكاديمية ثمينة جمعها سموه.
وأعرب الدكتور هيث عن سعادته لرؤية هذا العدد من الباحثين المختصين الذين جاءوا من مختلف أنحاء العالم ليتبادلوا الآراء الأكاديمية المتخصصة.
وقال انه تم اختيار موضوع المؤتمر بعد نحو عام من تولي باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأميركية وكان شعور المنظمين للمؤتمر بأن عهد أوباما سيكون مختلفا عن عهد سلفه الرئيس جورج بوش وأن تغييرات مهمة ستطرأ على الشرق الأوسط على مدى عدد من الأعوام ..مضيفا أن الشعور كان بأن الرئيس أوباما سيمثل الولايات المتحدة بطريقة مختلفة عن سلفه ولهذا تم اختيار مصطلح “تحول في السياسات”.
وأضاف مدير الجامعة الأميركية في الشارقة انه رغم ان الرئيس أوباما هو رئيس الولايات المتحدة الأميركية التي تقع في الطرف الآخر من العالم إلا أن منظور مؤتمرنا هو منطقة الشرق الأوسط.
وتساءل الدكتور هيث هل تواجه منطقتنا تحولات تعكس تغيرا في التحول في السياسات الأميركية في عهد أوباما عنها في عهد جورج بوش؟ مجيبا بأن المتحدثين في المؤتمر وهم من خيرة الباحثين السياسيين بالإضافة إلى كونهم مساهمين في صنع القرار في دولهم سيبحثون في العلاقة بين الشرق الأوسط والتحولات في السياسات الأميركية من عهد بوش إلى عهد أوباما.
من جانبها أشادت الدكتورة ندى مرتضى صباح نائب مدير الجامعة الامريكية في الشارقة لشؤون التطوير وعلاقات الخريجين بجهود مؤسسات المدينة الجامعية في الشارقة والتي ستساهم تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة في ازدهار الحركة الفكرية في الإمارات وخارجها والتي تضم العديد من مؤسسات التعليم العالي التي ستخرج فصولها الطلبة الإماراتيين والخليجيين على ارقى المستويات.
وقالت ان المؤتمر يهدف الى التطرق بشكل معمق إلى موضوع مهم جدا واستراتيجي بالنسبة لمنطقتنا في يومنا هذا متمثلة في التحولات السياسية الأميركية من تاريخ انتخاب أوباما وحتى التحولات الحالية التي تشهدها المنطقة.
وأضافت أن المؤتمر سيؤدي إلى تكوين فهم أفضل لقضايا تواجه منطقة الشرق الأوسط التي بدورها تتعرض لتحولات لم نشهدها منذ أجيال.
وأكدت أن المؤتمر يبحث في تأثير سياسات إدارة الرئيس الامريكي بارك اوباما مع كل الضغوط والقوى التي يجب أن يوازن بينها في الشرق الأوسط ..مضيفة أن المؤتمر يستخدم لذلك الطرق العلمية الأكاديمية التي يفهما الجميع وليس التكهنات السطحية.
وأوضحت أن هذه الدراسات العلمية المحكمة قام بها خبراء مرموقون من الشرق الأوسط والخليج وأوروبا وأميركا ..مشيرة إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية والشرق الاوسط اختلفت في عهد الرئيس اوباما عنها في سنوات الرئيس السابق جورج بوش.
وشددت على أن التطرق بشكل معمق لهذه المواضيع يهدف إلى إطلاع طلبة قسم الدراسات الدولية والخريجين والجمهور بشكل عام على هذه الدراسات الأكاديمية وهذا هو الدور الذي تقوم به عادة الجامعات الرائدة مثل الجامعة الأميركية في الشارقة.
وقدم الدكتور جيمس ثيربر مدير مركز دراسات الكونجرس والرئاسة في الجامعة الأميركية في واشنطن أولى أوراق العمل وطرح تقويما مفصلا لسياسات وإنجازات الرئيس أوباما منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأميركية.
وتطرق الدكتور ثيربر بالتفصيل إلى علاقة أوباما بالكونجرس الأميركي وعقب في ختام ورقته على الانطباعات التي تتداولها شرائح المجتمع الأميركية عن فترة رئاسته وأسلوبه في الريادة.
ووصف ثيربر الرئيس أوباما بأنه من نوع الرؤساء الذين يديرون الدفة من الخلف بطريقة هادئة بدلا من البروز إلى المقدمة بقرارات مباشرة ..مشيرا إلى أن المعركة الرئاسية ستكون مثيرة وتشوبها الكثير من التحديات المعقدة.
أما الورقة الثانية فقدمها الدكتور جيل اندرياني رئيس دائرة صنع القرار في الخارجية الفرنسية وأستاذ محاضر في جامعة باريس وتناول فيها علاقة الرئيس أوباما بأوروبا عامة وبفرنسا خاصة وعلاقته مع الشرق الأوسط ..مشيرا إلى أنه في بداية رئاسته كانت أوروبا تتطلع بشغف إلى فترة إدارة جديدة مغايرة لسياسة سلفه جورج بوش حيث ساد جو من التفاؤل وعلاقة غرام من أوروبا لأوباما ووصلت نسبة شعبيته فيها ما بين 85 إلى 90 بالمائة وعزى ذلك إلى جذوره الأفريقية وإلى سياسته العقلانية في تحليل المواضيع المهمة مما انعكس إيجابا على علاقة قادة أوروبا بأوباما.
وتحدث في المؤتمر سعادة جستين سيبيرل قنصل عام الولايات المتحدة الأميركية لدى الدولة ونخبة من الخبراء العالميين المختصين في مجال السياسة الأمريكية من مختلف أنحاء الشرق الأوسط أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
حضر افتتاح المؤتمر الشيخ سالم بن عبدالله القاسمي مدير مكتب سمو حاكم الشارقة والشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني مدير مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة في الجامعة الأمريكية في الشارقة وسعادة حميد جعفر وسعادة مارون سمعان عضوا مجلس أمناء الجامعة والدكتور عمرو عبدالحميد المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الشارقة للتعليم العالي وسعادة علي المري مدير عام دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية وسعادة سالم القصير نائب مدير الجامعة للشؤون العامة والدكتورة موزة الشحي نائب المدير لشؤون الطلبة وعلى شحيمي نائب المدير لإدارة الاستقطاب والقبول ومدريرو وعمداء الكليات وأساتذة وخريجو وطلبة الجامعة الامريكية وعدد من رؤساء ومديري الدوائر الحكومية وضيوف الجامعة الامريكية من الخبراء والنخب الثقافية والصناعية ورجال الأعمال وكبار المسؤولين